Sport & Chess

Tuesday, April 14, 2015

جريدة البشاير | المصريون علي مذهب أبو حنيفه الذي إعترف بعشرين حديثا نبويا فقط والباقي مدسوس |

جريدة البشاير | المصريون علي مذهب أبو حنيفه الذي إعترف بعشرين حديثا نبويا فقط والباقي مدسوس |



 ي مقالته الأخيره تساءل الباحث عادل نعمان : لماذا لم يكفروا الإمام
أبوحنيفة النعمان أو اعتبروه أنكر معلوماً من الدين بالضرورة ، حين أجاز من
أحاديث النبى أقل من عشرين حديثاً، ورفض الآلاف المروية عن النبى؟

تصوروا : أننا كمصريين ، نتماهي كثيرا كثيرا مع مذهب أبو حنيفه . ونتزوج
علي مذهب أبو حنيفه ، ونؤدي طقوسنا الدينية علي مذهب أبو حنيفه ..

لكننا لا نتورع عن إتهام أي واحد بالكفر والزندقة ، إذا أنكر كتب البخاري وغيره من كتب الأحاديث المدسوسة ..





لنعد الي مقالة عادل نعمان :



فى الجدل بين واصل بن عطاء والحسن البصرى عن مرتكب الكبيرة مؤمن أم كافر؟
كان رأيه (ليس كافراً مطلق الكفر، وليس مؤمناً مطلق الإيمان، بل هو بين
منزلتين لا مؤمن ولا كافر). واعتزل «واصل» شيخه الحسن البصرى، ولذلك سمى
وأتباعه «المعتزلة». «المعتزلة» يؤمنون بأولوية العقل المطلق على النقل.
وأن الإنسان مخير، ويتمتع بالإرادة الحرة، لأنه يمتلك العقل الذى يحكم بين
الخير والشر، والعدل والظلم، وهو مناط التكليف، لهذا فهو مسئول عن كل
أعماله (خالد فى النار إذا ارتكب الكبيرة حتى لو عبد الله مائة عام). فكر
المعتزلة عكس فكر «الجبرية» الذى يرى أن الإنسان مسير ومجبر، ولا إرادة له
فى اتخاذ قراراته، لأن كل ما يفعله الإنسان لا اختيار فيه، ومكتوب عليه
قدراً مقدراً منذ الأزل، وليس من العدل معاقبة الإنسان عن أفعاله لأنه مجبر
عليها (لا يضر مع الإيمان معصية والكل يتساوى فى الجنة). بنو أمية تبنوا
فكر الجبرية لتبرير ظلمهم للعباد، وسلطانهم وظلمهم أمر الله عليهم،
والتسليم به إذعان لأمره تعالى. الشيعة تبنوا فكر المعتزلة، ما دام العقل
للفصل بين الخطأ والصواب، يصبح له الحق فى الرفض والقبول، خصوصاً رفض بيعة
الحاكم الظالم والخروج عليه، وقتاله على بغيه، وبنو أمية ظلموهم واستلبوا
الحكم منهم، وهذا مدعاة لقتالهم، وهدم دولتهم.



إعمال العقل، جعل المعتزلة يؤمنون بالكثير، منه الآتى: إنكارهم رؤية الله
عز وجل يوم القيامة، القول بخلق القرآن وقت نزوله على سيدنا محمد بلسان
عربى، ولم يكن فى اللوح المحفوظ منذ بدأ الله الخلق، إكبار العقل وتقديمه
على كل الأمور، وتأويل الآيات القرآنية التى لا تتفق مع العقل حتى تتسق
معه، رد كل الأحاديث للعقل حتى لو كانت متواترة وصحيحة، ومنها الصحيحان
البخارى ومسلم، رفضهم التام لأحاديث الآحاد، الطعن فى رواة الأحاديث كأبى
هريرة، إنكارهم كثير من الغيبيات كالملائكة والجن والسحر.



أحمد بن حنبل، عارض فكر المعتزلة، وحبسه الخليفة العباسى «المأمون»، راعى
فكر المعتزلة ومعتنقه، والذى ازدهرت الثقافة فى عصره والترجمات والفلسفات
والرياضيات والانفتاح على الحضارات الأخرى. حتى جاء الخليفة المتوكل
العباسى فحارب المعتزلة وشردهم وقتلهم فلم يجدوا سبيلاً سوى اللجوء إلى
الشيعة الأقرب لأفكارهم (الاختيار). ثم جاء أبوحامد الغزالى وحبس العقل فى
حظيرة النقل. وجاء بن تيمية شيخ الإسلام وإمام الفكر السلفى فحارب العقل
والمنطق (من تمنطق فقد تزندق)، وتلميذه النجيب محمد بن عبدالوهاب إمام
الوهابية الذى قال (الفكر والكفر أمرهما واحد لأن حروفهما واحدة).



هذا ما فى المعتزلة.. فماذا حول إسلام بحيرى؟



كان بداية الانحطاط الفكرى فى عهد «المتوكل»، الخليفة العباسى، حين حارب
العقل مناط التفكير والتكليف، وكان بداية جمود عقل المسلم حين وضع أبوحامد
الغزالى على عقل الأمة أقفالها، وكانت محنة عقل المسلم حين أحرقوا كتب
وأفكار ابن رشد، وقتلوا الخيال وحنان الوصل مع الله بصلب «الحلاج». لماذا
لم يكفروا الإمام أبوحنيفة النعمان أو اعتبروه أنكر معلوماً من الدين
بالضرورة حين أجاز من أحاديث النبى أقل من عشرين حديثاً، ورفض الآلاف
المروية عن النبى؟



لماذا لا نترك كلاً يدلى بدلوه ونرد على التساؤلات التى لا يحملها «إسلام»
فقط بل الملايين التى تتوق عقولها الحائرة لمعرفة الحقيقة، وسيحملها الآلاف
غيره إذا أخرستم لسانه وعقله؟



أنا ضد تجاوز إسلام بحيرى، ليس فى تساؤله فهذا حقه، لكن فى تهكمه واستعلائه
أحياناً. لكنى فى الوقت نفسه لا أقبل الحجر على أفكاره لهذا السبب. ناقشوا
واطرحوا الأمر للحوار، وأجهزوا عليه بالعقل والحجة، وليس بإغلاق فمه
وتخويفه بازدراء الأديان. سيخرج الملايين يسألون ما يسأله، هل تكممون كل
الأفواه وتغلقون كل العقول؟



إن محنة عقل المسلم أن يقبل التراث وهو نتاج بشرى لا وحى فيه، يحتمل الخطأ
كما يحتمل الصواب، ويحتمل حسن النية وسوءها، أن نأخذه من المسلمات ونقبله
على علاته دون اعتراض أو نقد.. لماذا يجد المسلم الكتب الدينية فى المكتبات
منظمة ومرتبة، ولها شرعية كاملة. وحين يحتار ويتساءل بحرية يصيبها شطط
الفكر أحياناً، باحثاً عن مرفأ يهتدى إليه، ويفرد فيه شراع عقله ويقرأ
غيرها، يتهمونه بالكفر والزندقة؟



عقولنا جميعاً فى محنة، من منع عنها ومن سمح لها، من صدق على الإطلاق ومن
رفض عليه، من قال نعم ومن قال لا على طول الخط. لا خلاص سوى بالسماح للعقول
أن تتحرك، وتحاور وتناقش ولا خوف من تمردها.



الغلق لن يمنع العقل من التفكير، ولن يمنع الإنسان من الحيرة، وهذا حقه
الطبيعى. افتحوا الأبواب المغلقة عن عقل المسلم، واقبلوا تساؤله مهما كان
جافاً أو خارجاً. لا تكمموا الأفواه، ولا تغلقوا العقول بأقفال الترهيب
والتخويف، حتى لا يتسرب تلاميذ المدرسة إلى الشارع يستقون المعرفة من
الحمقى وبلطجية الأديان، ويزداد عدد الحيارى ولا يجدون سبيلاً سوى رفض
الأمر برمته. وأجيبوا هل نحن مع العقل نتساءل ونحتار، أم نحن مع النقل نغلق
عقولنا ونستسلم؟


0 Comments:

Post a Comment

Subscribe to Post Comments [Atom]

<< Home